تراجع أسعار النفط يعكس المخاوف بشأن تباطؤ نمو الاقتصادى العالمى

أحمد نصر
مال وأعمال
أحمد نصر17 أغسطس 2019آخر تحديث : السبت 17 أغسطس 2019 - 5:43 مساءً
تراجع أسعار النفط يعكس المخاوف بشأن تباطؤ نمو الاقتصادى العالمى

تتعرض أسواق النفط العالمية للتراجع على نطاق واسع حيث تثير البيانات السلبية المخاوف من أن استهلاك النفط والغاز الطبيعى والفحم سيتضرر بشدة من جراء تباطؤ النمو الاقتصادى العالمى، وذلك بسبب تأثر معدلات نمو الطلب العالمية على النفط الذى سيكون هبوطيًا خلال هذا العام.

وقد سجل شهر آيار/ مايو أسوأ أداء شهرى في تعاملات النفط منذ سبع سنوات حيث هبطت الأسعار بأكثر من 10% وذلك مع تصاعد توترات الحرب التجارية العالمية التى تسببت في انهيار توقعات النمو العالمية.

ولا تزال المخاطر الجيوسياسية قائمة بما سيؤثر على أسعار النفط التي ستتراجع بسبب ضعف توقعات معدلات الطلب على النفط الخام، حيث لا تزال الخلافات التجارية هي الأكثر أهمية بالنسبة لتوقعات النمو العالمى.

وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة في تقريرها أن تستمر الأسواق العالمية في إيجاد فائض في المعروض من النفط، وأضافت أنه من المتوقع أن تنخفض أسعار النفط بحوالي 8% في عام 2020 مقارنة بعام 2018.

ومن المتوقع أن يؤدى انتاج النفط المتزايد في الولايات المتحدة والمخاوف المستمرة بشأن تباطؤ الطلب العالمى إلى إبقاء الأسواق غارقة في وفرة من الخام الأمر الذي تستغله شركات التداول كفرصة لتحقيق أرباح للمستثمرين، ومن المرجح أن يؤدى ذلك إلى إبقاء أسعار النفط منخفضة حتى عام 2020.

وذكرت الوكالة في تقريرها أن معدل الإنتاج من النفط تجاوز معدل الطلب العالمى بمقدار 900 ألف برميل يوميًا في النصف الأول من عام 2019، على الرغم من أن دول أوبك إلى جانب روسيا أكبر دولة مصدرة للنفط وافقت على تمديد اتفاق خفض مستويات الإنتاج بهدف المساعدة في استقرار الأسعار وإعادة التوازن للأسواق.

ومن المتوقع أن تنخفض أسعار النفط ما بين 10 دولار ل15 دولار خلال عام 2020 مقارنة بأسعار عام 2018 أي أقل بحوالي 8%.

ستظل الأسواق تعانى من مخاوف المستثمرين المستمرة من احتمالية حدوث انخفاض مفاجيء في معدل الطلب بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أو ركود محتمل أو كليهما، وعلى الرغم من التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران، وتعطل الامدادات عند المنتجين الرئيسيين مثل فنزويلا وليبيا وروسيا والمكسيك، وارتفاع معدل الطلب في ذروة موسم القيادة في فصل الصيف بالولايات المتحدة، إلا أن الأسعار الحالية أقل 10 دولار عن العام الماضى في نفس التوقيت.

فيما خفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لمعدلات نمو الطلب العالمية على النفط لعام 2019 بمقدار 160 ألف برميل ليصل إلى 1.22 مليون برميل يوميًا.

وتعد توقعات الطلب أساسية بالنسبة لأسواق النفط خاصة وأن البيانات الاقتصادية العالمية في كبرى دول العالم اقتصاديًا مليئة بالمفاجآت السلبية والتي ترجع مؤخرًا إلى تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي لا تزال في تصاعد مستمر.

وقالت بكين إنها ستسمح للحكومات المحلية باستخدام عوائد السندات الخاصة كرأس مال للمشاريع الاستثمارية الكبرى في محاولة لدعم الاقتصاد المتباطئ وسط حرب تجارية متصاعدة مع الولايات المتحدة.

ووفقًا لاستطلاعات أجرتها وكالة رويترز على أكثر من 500 خبير اقتصادى في الفترة ما بين 1 و24 تموز/ يوليو، أظهرت أن الخبراء يشعروا بالقلق من أن الحرب التجارية الأمريكية الصينية ستؤثر على النمو الاقتصادى العالمى بأكثر مما كان متوقعًا، على الرغم من الإشارات الواضحة الصادرة عن العديد من البنوك المركزية بما في ذلك البنك الاحتياطي الفيدرالي الذى اتخذ سياسة تحفيزية عن طريق خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بهدف دعم الاقتصاد، كما أوضح الاستطلاع أن أكثر من 70% من الاقتصاديين يرجحوا حدوث تباطؤ اقتصادى عالمى أعمق مقارنة بحوالي 50% من استطلاع مماثل في نيسان/ أبريل.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.